الفرق بين التخدير النصفي والكلي في الولادة القيصرية ، وأيهما أفضل؟

نرحب بكم مجددا زوارنا الكرام في موقعنا وسوف نتحدث اليوم عن أحد المواضيع التي تهم الامهات الحوامل في حال أنهن سيخضعن للولادة القيصرية ، وهو التخدير ، فما الفرق بين التخدير النصفي والتخدير الكلي ، ومتى يتم اللجوء لكل منهما ، وماهي مزايا وعيوب كل منهما ، وأيهما أفضل ، كل هذا سنتعرف عليه في مقالنا الاتي.

التخدير في الولادة القيصرية

يحدث أحيان أن يتم تحديد نوع الولادة القيصرية للأم أثناء حملها لأسباب قد تتعلق بالام او الجنين ، أو يحدث طارئ صحي تضطر الام بسببه للخضوع للولادة القيصرية ، كما أن هناك نسبة من الامهات يقمن باختيار الولادة القيصرية، لعدم رغبتهم بالولادة الطبيعية ، وقد سبق وأن تحدثنا عن الولادة القيصرية والطبيعية سابقا بالتفصيل ، وعند الخضوع للولادة القيصرية سيتم بالتأكيد تخدير الام ، وهناك نوعان له نصفي أو كلي ، فماهيه كل منهما ، ومالفرق بينهما هذا ماسنتطرق إليه في الأسطر القادمة.
إقرأ أيضا عنالصفات الوراثية التي تنتقل للأبناء ، والامراض الوراثية

أنواع التخدير عند الولادة القيصرية

التخدير النصفي في الولادة القيصرية

في التخدير النصفي تبقى الأم مستيقظة ، ولكنها لا تشعر بالجزء السفلي من جسمها ، ويمكنها أن تشعر الأم بالسحب والضغط أثناء الولادة، ولكن دون الشعور بأي ألم ، وتستطيع رؤية مولودها بعد خروجه مباشرة .
وهناك ثلاثة أنواع للتخدير النصفي، وهي كالاتي:

1. التخدير النخاعي

وهو النوع الأكثر شيوعًا ، ويتم من خلاله حقن الدواء في السائل النخاعي ، وذلك من خلال إبرة يتم إدخالها في أسفل الظهر ، وبعد حقن الدواء يتم إزالة الإبرة.

2. تخدير فوق الجافية

في هذا النوع يتم أولا تخدير منطقة صغيرة من الظهر بحقن مخدر موضعي بها ، ثم يقوم الطبيب بإدخال أنبوب صغير يعرف باسم القسطرة من خلال إبرة يتم إدخالها في أسفل الظهر ، ومن ثم يتم إزالة الإبرة، وتبقى القسطرة وذلك لتوصيل دواء التخدير من خلال هذه القسطرة.
ويقوم الطبيب بحقن البنج خارج كيس السوائل حول الحبل الشوكي في منطقة تعرف بفوق الجافية، ويبدأ مفعول البنج عادةً في غضون 10 – 20 دقيقة.

3. التخدير النخاعي وفوق الجافية معًا

في هذا النوع يتم الجمع بين التخدير النخاعي وفوق الجافية معًا، وذلك لتوفير تخديرًا سريعًا وكاملًا وطويل الأمد من البطن إلى الساقين .

متى يتم اللجوء لتخدير النصفي

في الاساس يعتمد الاختيار على صحة الأم وطفلها ، وعلى سبب إجراء العملية القيصرية ، ولكن في حال كان لايوجد أي عائق صحي عند الام أو الجنين من الافضل إجراء تخدير نصفي .
كما أنه إذا كانت العملية القيصرية المخطط لها مسبقا ،في هذه الحالة يكون للمرأة الخيار في اختيار نوع التخدير، في حال كانت كل أمورها الصحية طبيعية ، على الرغم من ضرورة أن تدرك الام أن التخدير النصفي أكثر أمانًا لها ولطفلها.

مزايا التخدير النصفي

مقارنة بالتخدير العام، يوفر التخدير النصفي في الولادة القيصرية الميزات الآتية:

• بقاء الأم مستيقظة خلال الولادة مع إمكانية بقاء الزوج معها ، ورؤية طفلها بعد ولادته مباشرة .
• انخفاض معدل وفيات الأمهات.
• نسبة النزيف أقل.
• خطر الإصابة بالعدوى في الموقع الجراحي أقل .
• ألم أقل بعد الجراحة.

مضاعفات ومخاطر التخدير النصفي

بشكل عام يعد التخدير النصفي في الولادة القيصرية أمنًا للأم والطفل، ولكن يمكن أن يسبب بعض المضاعفات والمخاطر، ومنها الآتي:

1. انخفاض في ضغط الدم.

2. صداع شديد قد يحتاج إلى علاج خاص في بعض الحالات.

3. رد فعل تحسسي نجاه اتخدير.

4. صعوبة في التبول.

5. عدوى في العمود الفقري.

6. تلف العصب المؤقت أو الدائم.

7. نوبات.

8. نزيف حول العمود الفقري.

التخدير الكلي في الولادة القيصرية

في التخدير الكلي ، يتم تخدير الام كاملا وتصبح فاقدة للوعي ، ولا يمكنها الاحساس بأي شي على عكس التخدير النصفي ، الذي تبقى الأم فيه مستيقظة ، ويتم تخدير الجزء السفلي من جسمها فقط.

كيف يتم التخدير الكلي

يتم تخدير الام تخديرًا كليًا من خلال استخدام كل من الأدوية المخدرة الوريدية والمستنشقة، كما يلي:

أولًا يتم حقن الام ببعض الأدوية المخدرة من خلال حقنة وريدية.

بعد ذلك تتلقى الام بعض الأدوية المخدرة المستنشقة، مثل الهالوثان، وأكسيد النيتروز، وذلك مع الأكسجين من خلال قناع يوضع على الأنف والفم.

بعد ذلك يتم إجراء  تنبيب رغامي من خلال الفم إلى الرئتين ، للمساعدة على التنفس.

متى يتم اللجوء إلى التخدير الكلي

• يتم إستخدام البنج الكلي في حالة عدم إمكانية استخدام التخدير النصفي، حيث يعتمد ذلك على عدة عوامل، وتشمل هذه العوامل ما يلي:
• الفحص والتاريخ الطبي للأم مثل وجود تشوهات في الظهر أو الخضوع مسبقًا لجراحة به، أو وجود مشاكل في تجلط الدم، أو ورم في المخ، أو زيادة في الضغط داخل الجمجمة، عند ذلك لا يمكن استخدام التخدير النصفي.
• حالة طارئة للولادة ، أي هناك حاجة إلى ولادة قيصرية عاجلة، ولا يوجد وقت للتخدير النصفي.
• تحول إلى الولادة القيصرية بعد محاولة الولادة طبيعيًا، قد يصبح التخدير الكلي الحل الامثل.
• الخضوع لعملية أخرى أطول مع القيصرية ، مثل ربط المبايض، أو خياطة الشق الجراحي بشكل أكثر دقة.

مزايا التخدير الكلي

• نوم الام طوال فترة الولادة وعدم شعورها بأي شي .
• عدم ذعر أو خوف الام أثناء الولادة .
• أنها الحل الوحيد في حال وجود مانع للتخدير النصفي .

مضاعفات ومخاطر التخدير الكلي

يشمل العديد من المخاطر، لأنه يتسبب في فقدان الوعي وإرخاء عضلات مجرى الهواء والجهاز الهضمي مع إدخال أنبوب رغامي للتنفس، والذي قد يتسبب في الاتي :

1. خطر استنشاق سوائل المعدة أو سوائل أخرى إلى الرئتين؛ الذي يتسبب في حدوث التهاب رئوي أو أضرار أخرى للجسم.

2. الفشل في وضع أنبوب داخل القصبة الهوائية بعد بدء التخدير الكلي، مما قد يسبب مشاكل في التنفس.

3. قد تتسبب أدوية التخدير في حدوث سمية.

4. الافاقة أثناء العملية، ويمكن أن يحدث هذا بسبب تلقى أدوية مرخية للعضلات مسبقا ، والذي قد يجعل الأم غير قادرة على الحركة أو الكلام و إخبار الطبيب بأنها مستيقظة. إلا إنه أمر نادر الحدوث، كما أن الشعور بالألم أثناءه نادرًا جدًا. بالنسبة للبعض، قد يسبب ذلك مشاكل نفسية فيما بعد مشابهة لاضطراب ما بعد الصدمة.

5. تثبيط الجهاز التنفسي عند المولود الجديد .

6. شعور الطفل بقليل من النعاس أو خموله بعد الولادة ، بسبب حصوله على كمية صغيرة من المخدر ، ولحسن الحظ لا يسبب هذا عادة مخاطر على الطفل، لكنه قد يحتاج إلى دعم تنفسي لفترة قصيرة فقط .

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تحدثنا فيه بالتفصيل عن كلا من التخدير النصفي والكلي في الولادة القيصرية ،وما الفرق بين التخدير النصفي والكلي في الولادة القيصرية ، وأيهما أفضل؟ .