مشاهير

حسن الصباح ، نشأته ، وتأسيسه لطائفة الحشاشين ، ووفاته

السيرة الذاتية لحسن الصباح ، وقصة الحشاشين ونهايتهم

نرحب بكم مجددا زوارنا الكرام في موقعنا والذي سنتحدث فيه اليوم ، حسن الصباح ، نشأته ، وتأسيسه لطائفة الحشاشين ، ووفاته ، وسبب تسمية الحشاشين بهذا الاسم ونهايتهم ، هذا ماسنتعرف عليه في مقالنا الاتي .

من هو حسن الصباح

ولد الحسن بن علي بن محمد بن جعفر بن الحسين بن محمد الصباح الحميري عام 428 هجري الموافق 1037 ميلادي في مدينة قم في إيران التي كانت مركزا أساسيا للشيعة الإثني عشرية ، فيما ترجح بعض المصادر ولادته في بلدة معصوم بمقاطعة الري بالقرب من طهران ، رباه أبوه على اتباع المذهب الإثني عشري ، وعند بلوغه سن الـ17 اعتنق المذهب الإسماعيلي ، وهو مؤسس الطائفة الإسماعيلية النزارية أو ما تعرف بـ”جماعة الحشاشين” ، ” الباطنية” .
إقرأ أيضا عن من هم الحشاشين

تأسيس طائفة الحشاشين

بعد بلوغ حسن 17 عاما إعتنق المذهب الاسماعيلي ، واستمر في قراءة كتب الإسماعيلية ، وبعد ذلك لقي معلم إسماعيلي ، فلقنه التعاليم الإسماعيلية حتى اقتنع ، ولم يبق أمامه سوى أداء يمين الولاء للإمام الفاطمي ، ولكنه أدى تلك اليمين أمام مبشر إسماعيلي نائب عن عبد الملك بن عطاش كبير الدعاة الإسماعيليين في غرب إيران والعراق ، وفي أوائل صيف 1072 وصل عبد الملك بن عطاش لمدينة الري ، فلقيه حسن الصباح ، ثم وافق على انضمامه ، وحدد له مهمة معينة في الدعوة ، وطلب منه السفر إلى مصر لكي يسجل اسمه في بلاط الخليفة الفاطمي بالقاهرة .

ترك حسن مدينة الرى سنة 1076 ورحل إلى أصفهان ثم اتجه صوب أذربيجان ومنها عرج على ميافارقين فبقي فيها إلى أن طرده قاضي المدينة بعدما أنكر حسن سلطة علماء السنة وأصر على إن الإمام وحده هو الذي لديه الحق في تفسير الدين، فأكمل رحلته إلى فلسطين عن طريق أرض الجزيرة وسوريا وبيروت ومن هناك رحل بحرا إلى مصر في 19 صفر 471 هـ / 30 أغسطس 1078.

بقي حسن في مصر حوالي ثلاث سنوات ما بين القاهرة والإسكندرية، ثم قيل بأنه اختلف مع أمير الجيوش بدر الدين الجمالي، فسجنه ثم طرده من مصر على متن مركب للأفرنج إلى شمال أفريقيا، لكن المركب غرق في الطريق فنجى حسن فنقلوه إلى سوريا ثم تركها ورحل إلى بغداد ومنها عاد إلى أصفهان فوصلها 29 ذو الحجة 473 هـ / 10 يونية 1081.

تنقل حسن الصباح داخل إيران مستكشفا لها لمدة تسعة سنوات، حتى بدأ دعوته في إقليم الديلم ومازندران وقد كان لها بعض النجاح، وقد كان حسن يتفادى المدن في تنقلاته ويفضل أن ينتقل عبر الصحراء، حتى استقر في دامغان وحولها قاعدة له يبعث منها الدعاة إلى المناطق الجبلية لجذب السكان من هناك، واستمر بذلك لمدة 3 سنوات حتى أمر الوزير نظام الملك باعتقاله، ولكنه هرب إلى قزوين.

حسن الصباح ، نشأته ، وتأسيسه لطائفة الحشاشين ، ووفاته
حسن الصباح ، نشأته ، وتأسيسه لطائفة الحشاشين ، ووفاته

قلعة ألموت

لم يكن كل هم حسن الصباح في تنقلاته هو نشر دعوته وكسب الأنصار فحسب، بل أيضاً للعثور على مكان مناسب يحميه من مطاردة السلاجقة ويحوله إلى قاعدة لنشر دعاته وأفكاره، وقد عزف عن المدن لانكشافها، لذا لم يجد أفضل من قلعة أَلَمُوت المنيعة.

يقال أنه منذ استيلائه على قلعة آلموت إلى حين وفاته ظل الحسن منعزلا في القلعة ، واستطاع أن يدير منها دولة صغيرة منشقة عن الحكم السني يتمتع فيها بالزعامة الروحية والفكرية والسياسية ، ويعتمد على جيش من الدعاة الماهرين والفدائيين المستعدين للموت بإشارة من القائد .

وتذكر بعض المصادر أنه طوال 35 سنة لم يخرج من القلعة سوى مرتين ، وكان يقضي معظم وقته في التفكير والتأمل والقراءة والكتابة ، حيث ألف كتبا كثيرة تنظر للمذهب الإسماعيلي وتفند الآراء المخالفة له ، لكن مصير تلك المؤلفات كانت الاتلاف بعد سيطرة التتار على القلعة بعد سنوات من وفاته .

سبب تسميتهم بالحشاشين

هناك عدد من الاقاويل حول سبب تسميتهم بهذا الاسم وهي كالتالي :

1. تقول بعض المصادر إن الحسن الصباح بنى في قلعة آلموت قصورا وحدائق واسعة ووضع فيها أنهارا من خمر وحليب وعسل ، وجلب إليها فتيات صغيرات جميلات ليخلق مكانا يشبه الفردوس ، طبقا للأوصاف التي جاءت في القرآن الكريم .

ومن النصوص التي أوردت هذه المزاعم ما كتبه الرحالة الشهير ماركو بولو ، حيث تزعم هذه المصادر أن زعيم الإسماعيليين كان يعطي الشباب الحشيش والأفيون حتى يغيبوا عن الوعي، فينقلهم إلى قصور داخل القلعة ، حتى يفيقوا بها ، حيث يستمتعون فيها بأجواء الجنة والنعيم ، ثم ينومهم مرة أخرى ويعيدهم إلى حياتهم ويوهمهم أنهم كانوا في الفردوس الأعلى ، فإذا أراد اغتيال شخصية ما يكلف بعض أتباعه بهذا العمل ويعدهم بأن مصيرهم بعد الموت سيكون العودة إلى ذلك الفردوس الذي كانوا فيه وتعرفوا عليه من قبل ، لذلك كان الفدائيون ينفذون أوامره ويقتلون أعداء سيدهم بجرأة وبوضح النهار ودون خوف من الموت الذي ينتظرهم .

2. وهناك مصادر تقول إن تسميتهم بالحشاشين لتعاطي أتباعه مخدر الحشيش قبل تنفيذ أي عملية اغتيال .

3. في حين ترجح مصادر أخرى أن هذا الاسم أطلق عليهم لأنهم كانوا يضطرون لأكل حشائش الأرض خلال سنوات حصار قلعتهم .

وفاة حسن الصباح

مرض الحسن الصباح مرض الموت في ربيع الأول عام 518 هجري، ولما أحس بدنو أجله استدعى مندوبه في قلعة لامسار وهو برزك آميد ، وكان من كبار الدعاة المخلصين في نشر الدعوة الإسماعيلية ، وكان له علم وافر بأصول المذهب فاختاره لخلافته ، وفي 6 ربيع الثاني من العام نفسه توفي الحسن الصباح .

نهاية الحشاشين

بعد وفاة حسن الصباح حكم النزارية سبع حكام كان أخرهم ركن الدين خورشاه بن علاء الدين ، ظلت قلعة ألموت قائمة كمركز للباطنية النزارية في إيران حتى اقتحمها المغول بقيادة هولاكو وقضوا عليهم في إيران سنة 1256، ثم أجهز عليهم الظاهر بيبرس في الشام سنة 1273.

وإلى هنا نختتم مقالنا الذي تحدثنا فيه عن زعيم طائفة الحشاشين ، حسن الصباح ، نشأته ، وتأسيسه لطائفة الحشاشين ، ووفاته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى